بواسطه/ محمد علي
يبدو أن إستراتيجية الهيدروجين في الهند وتطبيقاته تمضي قدمًا، لا سيما في قطاع الصلب أحد أكثر الصناعات المُسببة للانبعاثات الكربونية.
وأعلنت شركة تاتا ستيل الهندية، المتخصصة في صناعة الصلب، أنها بدأت تجربة لحقن الهيدروجين الأخضر في فرن الصهر الخاص بمصنعها الرئيس القائم شرق مدينة جمشيدبور في ولاية جهارخاند، بحسب ما نشرته رويترز، نقلًا عن بيان للشركة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز تطبيقات الهيدروحين في الهند وتقليل الاعتماد على فحم الكوك، وهو ما يُسهم بدوره في خفض الانبعاثات الكربونية، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
أول تجربة من نوعها عالميًا
قالت الشركة، إنها أطلقت التجربة، يوم الأحد 23 أبريل/نيسان (2023)، وطبقتها على 40% من أنظمة الحقن في المصنع.
وأضافت: “هذه هي المرة الأولى في العالم التي يُجرى فيها حقن الهيدروجين بهذه الكميات الكبيرة وبصفة مستمرة في فرن للصهر”.
وأشارت إلى أن التجربة من المرجح أن تُسهم في تقليل مستويات استعمال فحم الكوك بنسبة 10%، ما يقلص معدلات الانبعاثات الكربونية بنسب تتراوح ما بين 7% و10% لكل طن من الصلب الخام المنتج، وهذه إحدى مزايا التوسع في استعمال الهيدروجين في الهند.
وأوضحت الشركة أن التجربة من المتوقع أن تستمر لمدة تتراوح بين 4 و5 أيام، مشيرة إلى أن تجربة حقن الهيدروجين في أفران الصهر خطوة على طريق تلبية أهدافها المناخية وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045.
وقالت إن التجربة تُسهم في توفير رؤية أكبر لتشغيل أفران الصهر باستعمال حاقنات وقود صديقة للبيئة، ما يقلل من استهلاك الوقود الأحفوري وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة من هذه الأفران.
اهتمام حكومي بالهيدروجين
حددت الحكومة مستهدفات واضحة لاستعمال الهيدروجين في الهند ببعض الصناعات مثل الصلب، في مسعى لخلق مزيد من الطلب على الوقود النظيف، ضمن إطار خطتها للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2070.
وعملت نيودلهي خلال المدة الماضية على دراسة نتائج تجارب أولية لاستعمال الهيدروجين والأمونيا الخضراء في قطاع الصلب، للوقوف على الثغرات ومعالجتها، ضمن خطتها لتبنّي الوقود الأخضر بجميع قطاعات الصناعة.
وحتى مارس/آذار الماضي، وافقت الحكومة على 26 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين في الهند، بالإضافة إلى مشروعات الأمونيا الخضراء، بطاقة إنتاجية متوقعة تصل إلى 255 ألف طن متري سنويًا، وجميع هذه المشروعات ما تزال في مراحلها الأولية.
تُجدر الإشارة إلى أن الهند تُصنف ثالث أكبر منتِج للانبعاثات الكربونية في العالم، لأسباب تتعلق بضخامة عدد سكانها، واعتمادها على الفحم في توليد الكهرباء بنسبة 70%.
