بقلم : مي طالب
في مشهد مليء بالفرحة، يعود الأستاذ سامي عبد الكريم، مدير مدرسة منشأة رضوان بمحافظة الجيزة، بالزمن إلى أيام الطفولة ليلعب الكرة مع طلابه.
أثار هذا المشهد، زخما واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لما يعكسه من استراتيجية فريدة تهدف إلى كسر الحواجز بين المعلمين والطلاب، وبث حب المدرسة في نفوس الأطفال.
ماذا فعل مدير مدرسة منشأة رضوان؟
يبدأ المدير حديثه عن الأنشطة التي وضعها للطلاب في أول يوم دراسي لعام 2024، مشيراً إلى أن تلك الأنشطة تركز على جعل الطفل يحب المدرسة منذ اللحظة الأولى.
يقول عبد الكريم: “لكل طفل يأتي إلى المدرسة لأول مرة، أحرص على أن أوجه له أنشطة رياضية وترفيهية تساعده على تجاوز مشاعر الخوف التي قد تراوده عند الابتعاد عن والديه”.
عند انتهاء طابور الصباح، يقوم عبد الكريم بمنح الإذن للطلاب بالتوجه إلى فصولهم، ولكنه يبقي طلاب الصف الأول فقط لاستقبالهم استقبال خاص. يتعهد بدور الأب الجديد لهم، حيث يراقب بعناية التلاميذ الذين قد يشعرون بالحزن أو الخوف. “أنا أضع عيني على الطالب الذي يأتي وهو يبكي، لأن في هذه المرحلة من المهم جداً ألا يكره الطفل المدرسة”.
مدير مدرسة منشأة رضوان يلعب الكرة!
فلسفة تعليمية خاصة..
يتضمن اليوم الدراسي الأول العديد من الأنشطة التي تحقق الفرح والسرور في قلوب الأطفال. ويؤكد عبد الكريم أن هذه الأنشطة تجعل الطفل يستيقظ كل صباح بشغف ورغبة للذهاب إلى المدرسة، مشيراً إلى أن حب المدرسة ينعكس إيجاباً على مستواه الدراسي واستيعابه للمواد التعليمية.
تظهر فلسفة عبد الكريم التعليمية من خلال تفضيله لاستخدام الحب بدلاً من الحزم في التعامل مع الطلاب. فهو يرى أن طريقة الحزم لن تخرج إنساناً مفيداً للمجتمع، بينما الحب يجعل الطالب يسعى للتعلم ويكبر ليكون عنصراً مفيداً أينما كان. يوجه رسالته إلى جميع المعلمين بضرورة التركيز على بناء علاقة حب مع الطلاب خلال رحلتهم التعليمية.
وفي حديثه عن أساليب التربية والتعليم، يؤكد عبد الكريم أنه ضد استخدام العقوبات البدنية في المدارس. يعمل على منع المدرسين من استخدام هذه الأساليب، مشدداً على أن الدور الرئيسي للمعلم هو توجيه الطلاب بالحب والدعم النفسي بدلاً من القسوة بشكل عام .
خلاصة تجربة المدير سامي عبد الكريم في مدرسة منشأة رضوان تؤكد أهمية خلق بيئة تعليمية مشجعة ومحببة للأطفال. من خلال استخدام الأنشطة الترفيهية والرياضية، يسعى لإزالة مخاوف الطلاب وتعزيز رغبتهم في التعلم. التركيز على حب التعليم بدلاً من الخوف يعكس تفانياً حقيقياً في إعداد جيل المستقبل ليكونوا أفراداً ناجحين ومحبين للتعلم.