اهتمام كبير أولته الدولة والقيادة السياسية للملف البيئي عقب ثورة يونيو 2013.. تمثلت في تصريحات مستمرة للرئيس عبدالفتاح السيسي حول أهمية الحد من آثار التغيرات المناخية وتحقيق معايير الاستدامة في كافة قطاعات الدولة.
ومن أبرز الملفات التي ترأستها مصر ونجحت فيها بشهادات دولية هو استضافتها خلال نوفمبر 2022.. قمة دولية حضر خلالها أكثر من 50 ألف مشارك من دول العالم المختلفة.. وهي قمة المناخ Cop 27 ، بمدينة شرم الشيخ.. والتي استمرت لــ 12 يوما متواصلا.
ولعل من أبرز التحديات التى واجهت الدولة فى استضافة المؤتمر، تمثلت فى عامل التوقيت.. حيث تم التحضير لهذا المؤتمر حوالى ١١ شهرا فقط فى حين حظيت الدولتان المستضيفتان لمؤتمري المناخ السابق واللاحق COP26 و COP28 بفرصة عامين كاملين للإعداد للمؤتمر.
كما طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء لكي تكون مؤهلة لاستضافة القمة، وتصبح هي المدينة الأكثر استدامة، إضافة إلى عملية التنظيم والذي تم فيه بذل جهد كبير من خلال لجنة عليا تم تشكيها برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي حيث تم وضع خطة متكاملة للتحضير للمؤتمر حيث شمل الجانب اللوجستي ١٥ مسارا، فضلا عن دور المنسق الوزاري الذى ترأسته وزارة البيئة لتنسيق هذه المسارات وربطهما ببعض.
كما تم زيادة مساحة الأجنحة بالمنطقة الزرقاء لتصبح ٣٦ ألف متر مربع ثلاث أضعاف مؤتمر جلاسكو ، وإنشاء 10 أبواب للدخول والخروج لتسهيل عملية المشاركين مقارنة بباب واحد، ووصلت مساحة المنطقة الخضراء إلى ٢٠ ألف متر مربع بينما كانت بمؤتمر جلاسكو ٤ آلاف متر مربع.
وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة إن مصر نجحت في نهاية المؤتمر في إدراج بند الخسائر والأضرار في أجندة المؤتمر بعد رفض إدراج هذا البند لسنوات عديدة من قبل الدول المتقدمة، وإعلان إنشاء صندوق للتعوضيات لتمويل الخسائر والأضرار، مضيفة أنه من ضمن النجاحات التفاوضية أيضا عدم وضع معايير تعسفية على الدول النامية لوضع خططها لخفض الإنبعاثات أو تقديم خطط خفض الإنبعاثات فى قطاعات معينة.
أهم مبادرات قمة المناخ
خلال قمة المناخ.. شاركت مصر في إطلاق حوالي 11 مبادرة مرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر بقضية التغيرات المناخية.. لعل أبرزها مبادرة ( FAST) والتي تم إطلاقها خلال فعاليات افتتاح يوم التكيف والزراعة أحد الأيام الموضوعية بمؤتمر المناخ COP27.
وأضافت وزيرة البيئة أن المبادرة سيتم تطويرها لتصبح كبرنامج تعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين مع عقد إجتماعات سنوية للأعضاء للإتفاق على برنامج العمل، كما تعمل مخرجاتها للوصول إلى ثلاث ركائز تمثل الركيزة الأولى فيها الوصول إلى التمويل اللازم من خلال تعزيز قدرات البلدان على تحديد والوصول إلى التمويل والاستثمار في مجال المناخ، إضافة إلى ركيزة المعرفة والقدرات من خلال توفير التحليلات اللازمة وتطوير المبادئ التوجيهية الطوعية ودعم تنمية القدرات عبر أصحاب المصلحة، وتشمل الركيزة الثالثة على دعم السياسات والحوارات من خلال ضمان دمج الأنظمة الغذائية والزراعية بالكامل، وإعطاؤها الأولوية والأهمية اللازمتين في سياسات تغير المناخ.
بالإضافة إلى مبادرة” استجابات مناخية للحفاظ على السلام”(CRSP) والتي أطلقتها الرئاسة المصرية للمؤتمر من خلال مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإتحاد الإفريقي، تأتي بهدف ضمان مساهمة الاستجابات المناخية المتكاملة في السلام والتنمية المستدامين بما يتماشى مع الملكية الوطنية للدول.
وأوضحت المنسق الوزارى ومبعوث مؤتمر المناخ وجود مجموعة من الركائز تقوم عليها المبادرة ممثلة فى تقوية العلاقة بين التكيف والحفاظ على السلام من خلال النظم الغذائية المقاومة للمناخ، وتطوير ودفع بحلول دائمة ومستدامة لمشكلة النزوح بسبب تغير المناخ، إضافة إلى تسريع حشد التمويل المناخي من أجل استدامة السلام.
كما أطلقت الرئاسة المصرية مبادرة “حياة كريمة لإفريقيا” صامدة أمام التغيرات المناخية وذلك فى إطار جهود وزارة البيئة بالتنسيق مع وزارة التخطيط والتنمية الإقتصادية والشركاء الأفارقة ومجموعة واسعة من أصحاب المصلحة والتي تهدف إلى تعزيز تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس التابعة لها ودعم جهود البلدان الإفريقية لتنفيذ مساهماتها الوطنية المحددة، بالإضافة إلى دمج العمل المناخي في التنمية الريفية المستدامة في أفريقيا، فضلًا عن تعزيز الحلول والتقنيات المبتكرة لتحسين نوعية حياة المجتمعات الريفية في إفريقيا.
وأضافت وزيرة البيئة أن المبادرة تهدف إلى تحسين جودة الحياة فى 30% من القرى والمناطق الريفية الأكثر ضعفا وفقرا فى القارة الإفريقية بحلول عام 2030.
الأيام الموضوعية لقمة المناخ
- يوم التكيف والزراعة:
يعد التكيف والمرونة ذا أهمية حاسمة لجميع الأطراف خاصة البلدان النامية، سيوفر يوم التكيف أيضًا فرصة لمناقشة سلسلة كاملة من القضايا المتعلقة بالتكيف بما في ذلك الزراعة والتغذية وسبل العيش والحماية في المناطق الساحلية ، والخسارة والأضرار ، والحد من مخاطر الكوارث ، والحلول لبناء قدرة الزراعة والأنظمة الغذائية على الصمود للتأثيرات المناخية الضارة، على سبيل المثال الجفاف والفيضانات.
- يوم التمويل:
التمويل هو حجر الزاوية لتنفيذ الإجراءات المناخية وتوسيع نطاق الطموح ، لذا سيتناول يوم التمويل العديد من جوانب النظام البيئي لتمويل المناخ ، كالتمويل المبتكر والمختلط والأدوات المالية والأدوات والسياسات التي لديها القدرة على تعزيز الوصول وتوسيع نطاق التمويل والمساهمة في الانتقال العادل، ومبادلات الديون بالبيئة.
- يوم الطاقة:
سيتناول يوم الطاقة جميع جوانب الطاقة وتغير المناخ ، بما في ذلك الطاقة المتجددة وتحويل الطاقة ، مع التركيز بشكل خاص على الانتقال العادل في قطاع الطاقة ، والهيدروجين الأخضر كمصدر محتمل للطاقة في المستقبل. كما ستشمل كفاءة الطاقة وطرق إدارة التحول العالمي العادل المتصور في مجال الطاقة، والطاقة المتجددة والشبكات الذكية وكفاءة الطاقة وتخزين الطاقة كلها عناصر لرؤية شاملة لتطور النظم البيئية للطاقة في المستقبل القريب.
- يوم التنوع البيولوجي:
سيتعامل اليوم مع الطبيعة والحلول القائمة على النظام الإيكولوجي. كما سيسمح بالمناقشة حول تأثيرات تغير المناخ على التنوع البيولوجي ووسائل حشد الإجراءات العالمية لمواجهة التحديات لوقف فقدان التنوع البيولوجي والحد من آثار تغير المناخ والتلوث.
ستشمل المناقشات أيضًا آثار تغير المناخ على المحيطات ، والأنواع المهددة بالانقراض ، والشعاب المرجانية ، واستدامة المناطق المحمية لتقديم خدمات النظام البيئي للإنسان ، وتأثيرات النفايات البلاستيكية على النظم الإيكولوجية والأنواع المائية ، والحلول القائمة على النظام الإيكولوجي وارتباطها بالمناخ، التخفيف والتكيف.
- يوم العلم:
سيشمل يوم العلم حلقات نقاش وفعاليات لتقديم نتائج التقارير وتوصياتها وزيادة تعزيز مشاركة مجتمع المناخ والممارسين وأصحاب المصلحة المختلفين لمناقشة الروابط والنتائج المتعلقة بتغير المناخ والمشاركة فيها، وفرصة للانخراط مع المجتمع العلمي والأوساط الأكاديمية وإدخال وجهات نظرهم في الحوار لضمان أن جميع الأعمال والإجراءات تستند إلى العلم ، ومواصلة مناقشة أدوار الأوساط الأكاديمية في دعم العمل العالمي للتصدي لتغير المناخ.
- يوم الحلول:
سيجمع يوم الحلول ممثلي الحكومات والشركات والمبتكرين لتبادل خبراتهم وأفكارهم بهدف نشر الوعي وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات وربما بناء التحالفات والتعاون في المستقبل، مع الأخذ في الاعتبار أن الشركات الناشئة يمكن أن توفر الإبداع والابتكار لجهود مكافحة تغير المناخ. سيجمع يوم الحلول بين الشركات الراسخة والمبتكرين الصغار والمتوسطين إلى جانب ممثلي الحكومة والمؤسسات المالية بهدف تبادل الخبرات ومناقشة التحديات ويحتمل بناء التعاون والتحالفات المستقبلية.
- يوم خفض الانبعاثات:
منذ اعتماد اتفاقية باريس وعلى طول الطريق حتى غلاسكو في عام 2021 ، قدمت العديد من القطاعات والشركات كثيفة الاستخدام للطاقة خططًا وسياسات وإجراءات تهدف إلى تقليل بصمات الكربون الخاصة بها والتحرك تدريجياً نحو إزالة الكربون. سيوفر اليوم فرصة لمناقشة مثل هذه الأساليب والسياسات ، ولعرض التقنيات بهدف تشجيع وتسهيل التحول المطلوب بشدة والتحول النموذجي نحو اقتصاد منخفض الكربون.
- يوم المياه:
المياه هو مصدر الحياة، ومع تأثيرات المناخ على المياه وارتباطها بالتنمية وجودة الحياة ونوعيتها، سستناول المناقشات في يوم المياه جميع القضايا المتعلقة بالإدارة المستدامة لموارد المياه. سيشمل يوم المياه مواضيع مختلفة مثل ندرة المياه والجفاف والتعاون عبر الحدود وتحسين أنظمة الإنذار المبكر.
- يوم المرأة:
إن دور المرأة في التعامل مع تحديات تغير المناخ هو مهم وحاسم ولا غنى عنه، وخاصة أن المرأة تتحمل عبئًا من آثار تغير المناخ. ويهدف يوم المرأة إلى إبراز هذه القضية في المقدمة وتوفير منصة لمناقشة التحديات القائمة ومشاركة قصص النجاح من جميع أنحاء العالم بهدف زيادة الوعي وتبادل الخبرات وتعزيز السياسات والاستراتيجيات والإجراءات التي تراعي الفوارق بين الجنسين. سيسلط اليوم الضوء على دور المرأة في التكيف مع تغير المناخ.
- يوم الشباب:
يهدف هذا اليوم لإشراك الشباب في القضايا ذات الأولوية القصوى، وسيعطي اليوم الفرصة للحصول على حوارات مع أبطال العمل المناخي رفيعي المستوى وأصحاب المصلحة المختلفين لعرض قصص نجاحهم وجهودهم في مكافحة تغير المناخ، وعرض الشباب لرؤاهم ومقترحاتهم وأفكارهم.