أكد الدكتور السعيد بوطاجين، الناقد والأكاديمي الجزائري، في حديث حصري حول الوضع في غزة أن مأساة الشعب الفلسطيني لم تعد قضية سياسية فحسب، بل هي انعكاس لحال الأمة العربية والإسلامية في ظل تواطؤ الأنظمة والصمت الدولي. وقال بوطاجين: “إذا سكتت النخبة أو تواطأت مع القوى الكبرى، فلا يمكن الاعتماد على الأنظمة أو الشعوب المشتتة، ولا أحد يقود السفينة نحو الكرامة البشرية”.
وأعرب بوطاجين عن قلقه من الواقع الراهن، حيث لا يزال أهل غزة يعانون من القصف والموت، في الوقت الذي لا تزال الأمة العربية منشغلة بالقضايا التافهة، وهو ما وصفه بـ”الواقع المخيف”. وأضاف أن الحل الوحيد الذي يرى أنه يمكن أن يوقف هذه المأساة هو “امتلاك أسلحة الردع لتحقيق توازن الرعب”، معتبرا أن هذا الخيار هو الوحيد المتاح في ظل غياب أي دعم فعّال من الأنظمة العربية.
وأشار بوطاجين إلى أن العالم أصبح في مرحلة من التفكك والهيمنة من القوى الكبرى التي تواصل استغلال الشعوب الضعيفة. ولفت إلى أن “خيانة الأوطان أصبحت شرفًا”، في إشارة إلى العديد من الشخصيات التي تدعي التنوير والحداثة، وتدعمها المؤسسات الغربية الاستعمارية الجديدة. وأكد بوطاجين أن هؤلاء الأشخاص يمثلون “تهديدًا حقيقيًا” للوطن العربي، وهو ما يجعل الأمة في حالة من الارتباك والضياع.
وفي ختام حديثه، دعا الدكتور السعيد بوطاجين إلى ضرورة إعادة النظر في أولويات الأمة العربية، والبحث عن حلول جذرية تضع قضية فلسطين في صدارة الاهتمامات، وتعيد للأمة كرامتها المفقودة في ظل هذه الأوضاع المؤلمة.
