بواسطه : محمد خيري
توقعت أشتغل تاني بعد «الاختيار 3».. ومحدش وقف جانبي في محنتي
في الدراما هو حسن الصايغ بمسلسل «ريا وسكينة»، ومكرم عبيد في مسلسل «مشرفة.. رجل لهذا الزمان»، والشيخ زكريا أحمد في مسلسل «أهل الهوى»، وعطا صاحب البازار في «الاختيار 3»، وفي الواقع هو الفنان شريف خير الله الذي تنوعت أدواره في الدراما على مدار 33 عامًا، حياته مليئة بالنجاحات والاخفاقات، نجح في أعماله الفنية على الرغم من صغر مساحة الأدوار التي لا تناسب موهبته، وأخفق في الاعتماد على الفن كمصدر وحيد للدخل، حيث اعترف أنه لم يستعد لهذا اليوم ولم يلتفت إلى نصائح سابقيه: «اوعى الفن يخدعك».
غياب طويل لاحظه الجمهور لـ شريف خير الله عن الشاشة، وبين وقت وآخر يسأل عنه، خاصة عندما يعاد عرض مسلسل «ريا وسكينة» الذي أدى فيه دور «الصايغ» بحرفية، لكنه في الوقت الذي غاب فيه عن الشاشة، حضر على تريند السوشيال ميديا أكثر من مرة، أحدها عندما تحدث عن رغبته في العودة إلى الفن دون أن يفصح عن سبب غيابه، وثانيها عندما خلع ساعته وعرضها للبيع على الهواء في إشارة إلى حاجته الشديدة للعمل، قبل أن يظهر في مسلسل الاختيار 3 عبر دور ناجح ثم يعود للاختفاء مرة أخرى.
بجرأة شديدة فتح «خير الله» قلبه لـ«الاعلام»، وروى الكثير عن الفترة الحالية وما بها من قلة عمل و«وقف حال»، وعن الفترة السابقة التي انتعش فيها وقدم الكثير من الأعمال الفنية، يقول: «غبت فترة طويلة وكنت متوقع بعد نجاح مسلسل الاختيار، هرجع تاني للفن وأبدأ من جديد، لكن للأسف فوجئت مرة تانية بتجاهل المخرجين والمنتجين رغم الإشادات الكبيرة التي جاتلي بعد عرض المسلسل».
يعترف «خير الله» بأنه لا يجيد الحديث عن شغله، ولا تسويق نفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويرى أن الزمن اختلف ويحتاج إلى من يجيد فعل ذلك، مؤكدا أنه لا تربطه أي علاقة بصناع الدراما حاليًا ولا يعرف معظم المخرجين والمنتجين، أما الفنانين فعدد كبير منهم كان يقف بجوارهم في بداية مشوارهم الفني حتى أصبحوا نجومًا، وظروف الحياة شغلته عن أصدقاء البدايات، والآن لا يجد من يقف إلى جواره في المحنة القاسية التي يمر بها.
عمل شريف خير الله مع كوكبة من المؤلفين والمخرجين منهم أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد ويوسف عبدالرحمن ونادر جلال ولا يعرف السبب الذي يجعله بلا عمل: «مش عارف ليه قاعد في البيت، يمكن لأن الفن بقى يحكمه مبدأ الشللية وأنا مبعرفش أتصل على حد وأقوله شغلني». مضيفًا: «قعدت 4 سنين في البيت بدون عمل، بعت حاجات كتير، وخدت قروض، والدنيا برضه مش ماشية، الفنان زي لاعب الكرة لما يقعد على الخط بيصدي، أنا مابطلبش أجر معين في التمثيل والحسنة اللي باخدها راضي بيها والحمد لله لأني بحب التمثيل ومعرفش غيره».
بعد 33 عامًا من مشواره الفني، اكتشف «خير الله» أن العمل في الفن لا يكفي وهناك ضرورة لوجود عمل آخر بجوار التمثيل: «للأسف أدركت ده متأخر، وأكثر من 95% من الممثلين لو مشتغلوش موسم واحد هيتعثروا ماديا، فعلا الفن مالوش حسابات، وأنا حزين جدًا لأني رغم نجاحي في الاختيار 3 مشتغلتش تاني، وده مسببلي حالة إحباط، لكن عندي ثقة في الله أن الفن ينصلح حاله».
الظروف المادية القهرية والقروض التي حصل عليها، أجبرت «خير الله» على بيع الكثير من الممتلكات مثل السيارة والذهب، ورغم ذلك رفض عرضا تلقاه من أحد المنتجين بتقديم برنامج كاميرا خفية على تطبيق تيك توك في دور سائق تاكسي، حتي لا يفقد جمهوره الذي يحترمه، وقال: «الفنان زي غيره لما يشتغل بيشتري حاجات كثيرة، ولما الظروف تقسو عليه بيبعها، أنا بعت الدهب والعربية ولما أشتغل هعوضهم، وبدعي في كل صلاة يا رب استرها معايا وسدد ديوني».
لا يشعر «خير الله» بحرج، وهو يقول أنه إذا اضطر إلى بيع ممتلكات أخرى للقدرة على الوفاء باحتياجاته سيفعل ذلك دون تردد: «مفيش قدامي حل تاني لأني مكنتش متوقع إن الأمور توصل معايا للدرجة دي».
